بقلم خالد عوض
الأحداث تسير باتجاه ربط اليمن بسوريا. عبد ربه منصور هادي مقابل بشار الأسد. تنصيب نائب الرئيس اليمني خالد بحاح رئيساً يوازيه استلام فاروق الشرع للرئاسة السورية في مرحلة انتقالية. الحل السياسي في اليمن يواكبه حل سياسي في سوريا، والحل الاقتصادي والعمراني المطروح لليمن من خلال مبادرة <إعادة الأمل> يمكن أن يتوازى معه مشروع مبدئي لإعادة إعمار سوريا.
لماذا هذا الربط بين البلدين المتباعدين وأحداثهما المختلفة الأسباب والجذور؟
1 - تحرك البحرية الإيرانية أكد بما لا يضع مجالاً للشك أو التأويل أن التحرك الحوثي في اليمن بدعم من الرئيس السابق علي عبد الله صالح جزء من استراتيجية إيرانية إقليمية. وبالتالي، فإن إيران بتدخلها في اليمن وسوريا جمعت البلدين في مسار التسوية أو الحروب.
2 - طرح أمين عام حزب الله من خلال كلامه الأخير معادلة <لا لهادي> مع تذكيره بتعيين خالد بحاح نائباً للرئيس. وبعيداً عن الكلام الصاخب غير المفيد للسيد حسن، يعتبر ذكره لاسم <بحاح> اقتراح حل. ووجود فاروق الشرع في سوريا لغاية اليوم من دون أن تطاله موجات الاغتيالات والتصفيات يؤكد أنه يتمتع بحماية إقليمية ودولية على عكس كل المقربين الآخرين من الرئيس السوري الذين قضوا الواحد تلو الآخر.
3 - اليمن مرتع <القاعدة> وسوريا مقر <داعش>، والبلدان لا يحتملان مزيداً من الدمار والخراب اللذين لا يمكن إلا أن يساهما في نمو نفوذ هذه التيارات التي تربو على الخلل الاجتماعي. وبالتالي، حان بل تأخر وقت <إعادة الأمل> لشعبي البلدين.
4 - غير صحيح أن الإطار العام للاتفاق النووي لم يتطرق إلى دور إيران في المنطقة. ولكن هناك خطان متوازيان للعلاقات الإيرانية الغربية: خط الحرب وخط السلام. المسار الأول مدعوم روسياً وترجمه وصول الصواريخ المتطورة <300> التي تؤثر كثيراً على موازين القوى في الشرق الأوسط. والخط الثاني مدعوم أميركياً وصينياً وترجمته العملية توقيع الاتفاق النهائي بين إيران والغرب في حزيران (يونيو) المقبل مع كل ملحقاته الإقليمية غير المكتوبة. والدعم الصيني لمسار التسوية كان في تأييد الصين واكتفاء روسيا بعدم التصويت للقرار 2216 الذي يضع المسألة اليمنية والامتداد الحوثي فيها تحت الفصل السابع للأمم المتحدة والذي يتيح استعمال القوة.
قد يكون ربط اليمن بسوريا بداية حل كما يمكن أن يصبح مدخلاً إلى حرب شاملة. الاحتمالان لا يزالان واردين وهما مرتبطان بأمور كثيرة تمتد من أوكرانيا إلى العراق.
لبنان يجب أن يستعد للحالتين عن طريق النأي الكامل عن أي حرب من جهة، ومن جهة أخرى عن طريق المشاركة البناءة في نسج خيوط التسوية. وكما يقول الأستاذ سمير فرنجية، هناك خيط حواري وحيد اليوم من أفغانستان إلى المغرب بين السنة والشيعة أو بين إيران والسعودية، وهو حوار تيار <المستقبل> وحزب الله. وبالتالي، يجب حماية هذا الحوار بكل الوسائل رغم كل الكلام التهويلي لحزب الله، حتى يمكن البناء عليه مستقبلاً إن أزف وقت التسوية حتى وإن قرعت طبول الحرب