بعد أن كان هاني شاكر مجرد عضو في نقابة يرئسها مطرب شعبي طالما كثرت الشبهات حوله، وبعدما كان مشجعاً لفريق كروي طالما نزلت الهزائم به، انقلب الحال بين ليلة وضحاها، فتحول أمير الغناء العربي الى نقيب للموسيقيين، ومشجع لنادي فائز بالدوري المصري.

كانت ليلة الثلاثاء بالنسبة لهاني شاكر علامة فارقة غيرت وضعه من حال الى حال، ففوزه بمقعد النقيب كان محل شك كبير خاصة مع تأكيد الكواليس على استحواز منافسه مصطفى كامل على تأييد كبير من الموسيقيين والعازفين المنتمين للنقابة العريقة. وظلت تلك التأكيدات تتسرب في كواليس الانتخابات مع نميمة أخرى عن مدى ضعف فرصة هاني شاكر في الفوز باعتباره رجل شعارات ولن يقف وراء العازفين والأعضاء المتواضعين، خاصة وأنه في حملته الانتخابية ظهر بجواره نجوم الصف الأول، وكان ذلك بمنزلة إعلان غير مباشر عن استهدافه للمشاهير وليس البسطاء من أعضاء النقابة. ولكن وقعت المفاجأة وفازفي النهاية بـ1060 صوتاً من إجمالي 2145 من الأصوات الصحيحة، بينما حصل الفنان مصطفى كامل على 928 صوتاً.

الانتخابات التي أقيمت في المسرح العائم في المنيل كانت مثيرة للمواقف من بدايتها شهدت لحظات غريبة. بداية من المطرب الشعبي عبد الباسط حمودة الذي حضر برداء رياضي و<شبشب> مروراً بحشد النجوم أصواتهم لصالح هاني شاكر وانتهاءً بمحاولات مصطفى كامل للتشكيك في نزاهة بعض القائمين على اللجنة.

من جاءوا لدعم هاني شاكر كانوا واضحين مثل النجمة نادية مصطفى، والملحن محمد ضياء الذي لم يفارق هاني شاكر، والموسيقار هاني مهنى، ومدحت صالح والمغني الشعبي أبو الليف الذي أصر على احتضان شاكر والإعلان عن دعمه أمام الجميع.

ومع مرور الساعات المفتوحة للتصويت، كان أنصار الفنان هاني شاكر قد قدموا وصلة غناء بالعود والتهليل، وترديد هتافات <هاني شاكر أهو.. النقيب أهو>.

في حين قدم الفنان مصطفى كامل شكوى إلى أحد المشرفين على لجنة انتخابات النقابة بعدما ترددت أحاديث عن ظهور نتيجة الانتخابات في وسائل الإعلام ما أثار غضبه.

وتوجه كامل إلى مقر اللجنة مع مؤيديه. وفي المقابل، قام المشرف على اللجنة بتهدئته والتأكيد على أن كل هذه الروايات مدسوسة والغرض منها إفساد الانتخابات، خاصة وأن عملية التصويت كانت لا تزال مستمرة.

وقد تنافس 43 عضواً لشغل 12 مقعداً هم عدد أعضاء مجلس إدارة نقابة المهن الموسيقية، ويتنافس 3 من أعضاء الجمعية العمومية على مقعد النقيب وهم: <مصطفى كامل، وهاني شاكر، ومنير الوسيمي>.

وكان الفنان هاني شاكر قد أكد أن زيادة معاشات الموسيقيين من أولويات برنامجه الانتخابي ليليق بمن خدم الفن لسنوات طويلة، بالإضافة إلى العمل على وجود تأمين صحي مناسب ولائق لأعضاء النقابة وأسرهم.

وأوضح شاكر أنه ستكون من أولى المشاكل التي سيبدأ بحلها أزمة مطربي المهرجانات والوصول لحلول قانونية لأزمتهم مع النقابة.

كما أشار إلى أن سعادته بالفوز كانت مضاعفة بعد فوز ناديه المفضل الزمالك بالدوري المصري في التوقيت نفسه.

وللتذكير نشير الى ان أول نقيبة للموسيقيين زمن الأربعينات كانت كوكب الشرق أم كلثوم، وقد انسحب لها الملحن الكبير محمد القصبجي.