بقلم عبير انطون
بهدوء سريع تصعد جويل داغر سلالم شهرتها. الهدوء نابع من شخصيتها المتزنة الناعمة والعميقة في آن، والسرعة من الخطوات التي نقلتها الى مصاف البطولات المطلقة بظرف سنوات قليلة، لذلك يصح القول فيها انها مستعجلة بتروّ. بعد سلسلة ادوار متميزة، جاء دور <كارول> الممرضة في مسلسل <اخترب الحي> الذي عرض مؤخراً على شاشة <ام تي في> ليجعلها تتأنى بخياراتها المقبلة، فالعودة الى الوراء ممنوعة والمسؤولية كبيرة بدليل ان الجمهور <ولّع> بحسب تعبيرها مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بها في ليلة الحلقة الـ180 والاخيرة من المسلسل الذي عرف صدى واسعاً.
فمن هي النجمة اللبنانية الجديدة؟ من ينافسها؟ لماذا اختارت التمثيل؟ والى اين ستؤدي علاقتها بالفنان كارلوس ابن المطرب الرائع الصوت جوزف عازار؟
في اللقاء معها حملنا الأسئلة وبادرناها بالسؤال الاول..
ــ أين كانت بدايات جويل داغر، ابنة الستة وعشرين ربيعاً؟
- كانت البداية من خلال مسلسل <الحل بإيدك> من خلال دورين جريئين أحدهما عن <الجنسية> والثاني عن <الثنائية الجنسية>، ومن بعدها كرت سبحة الادوار المتنوعة في <مجنون ليلى>، و<عصر الحريم> الى الفتاة المدلَّلة والبريئة والخائنة في <متر ندى>، <لونا>، <أجيال>، <باب ادريس>، <الحياة دراما>، <دقة قلب>، <وحيدة>، و<حلو الغرام> وصولاً الى <اخترب الحي>، وكانت لي مشاركة سينمائية في فيلم <كاش فلو> وقبله دور صغير في فيلم عن جبران خليل جبران..
ــ هل تعتبرين مسلسل <باب ادريس> أبرز أدوارك وقد نلت عنه <جائزة الموركس دور> لأفضل دور ثانوي؟
- أعتبره من الأدوار الجميلة التي لعبتها فهو شكل نقلة نوعية في حياتي المهنية ورسخ في ذاكرة الناس تحت إدارة المخرج سمير حبشي أستاذي في الجامعة. تعرفون ان حبشي يعطي دائماً الفرص للوجوه الجديدة وكان دور <علا> مميزاً فعلاً لي.
ــ لماذا يذكرك الجمهور في هذا الدور أكثر من غيره؟
- أنا والناس نحب المسلسلات التاريخية، تلك التي تعيدنا الى ايام البطولة والشهامة والثورة على الظلم وحقبات النضال والاستقلال. <علا> في مسلسل <باب ادريس> تشبهني في أمور كثيرة وخصوصاً من حيث الثقة بالنفس والقوة التي تخلق من الضعف بعيداً عن الاغراءات. فالمبادئ التي آمنت بها وتربيت عليها هي نفسها التي تؤمن بها «علا» في مسلسل «باب ادريس»، وهي ترفض ان تتخلى عنها تحت أي ظرف من الظروف.
وتضيف جويل:
- الجمهور يذكر أدواري الأخرى أيضاً التي تركت بصمة لديه. فضمن مسلسل <لونا> مثلاً، كان دور <شمس> الذي جسّدته من أجمل الأدوار. كذلك دوري في مسلسل <أجيال> للكاتبة كلوديا مرشيليان ودوري في مسلسل «حلو الغرام» عن علاقة حب تحصل بين طبيبة نفسية ومريض لديها وهو أمر غير مسموح بحصوله في الواقع، وقد تطلب هذا الدور وجود متخصصة نفسية في ستوديو التصوير لتراقب تصرفاتي كطبيبة يجب ألا تظهر أي انفعال تجاه مريضها. وطبعاً هناك مؤخراً دوري في مسلسل <اخترب الحي>.
ــ لنتكلم عن هذا الدور بالتحديد، وعن ردة الفعل على الحلقة الاخيرة منه؟
- المسلسل من كتابة كارين رزق الله وإخراج جيسيكا طحطوح وبطولة مازن معضم وهو يتألف من 180 حلقة، لعبت فيه شخصية الممرضة كارول المظلومة بزواجها.في الحلقة الأخيرة، لم اصدق ردة فعل الجمهور النارية التي عبر عنها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
<كليوباترا>.. وأنا
ــ أي دور تاريخي تحبين أن تجسديه على الشاشة او المسرح؟
- <كليوباترا> مثلاً.. ونحن نشبه بعض على اي حال (تضحك).
ــ كنت تتمنين لو انك عشت في حقبة زمنية محددة تاريخياً؟
- عندما ننظر الى الأمر من منظار الحياة الجميلة قديماً والهدوء والعلاقات الانسانية، نود لو نسترجع تلك الفترة ونعيشها. لكن يبقى هذا كلاماً، لأننا تعودنا على نمط عيشنا الآن.بأبسط الامور مثلاً، هل يستطيع أحدنا ان يعيش من دون هاتفه الجوال يوماً واحداً فقط، او من دون ان يتواصل عبر المواقع الاجتماعية او ان يزور <الانترنت>؟
ــ لم نركِ على المسرح علماً انه يليق بك، لماذا؟
- أحب المسرح جداً، اي ممثل يشعر انه المكان الاجمل لرصد فعل الجمهور مباشرة. للأسف لم أجد الفرصة المناسبة بعد ولم أطلب اليه. ايام الجامعة دعيت الى المشاركة في مهرجان للمسرح في اليونان بدور <انتيغون> الا انني للأسف لم أستطع السفر حينئذٍ.
ــ والسينما؟
- يحكى عن جزء ثانٍ من فيلم <كاش فلو> الذي كنت قد شاركت فيه سابقاً.
ــ قلت انك لا تمانعين بلعب الأدوار الجريئة اذا ما كانت تخدم الدور؟
- القسم الثاني من الجواب مهم جداً، اي اذا ما كانت تخدم الدور فعلاً وألا تكون حشواً، ثم ان المخرج القدير يمكنه ان ينقل ما يود إيصاله للمشاهد بالترميز. وبالنسبة لي، هناك شعرة بين الإباحية والإيحائية ويمكنني ان أجسد مشهداً إيحائياً لا يؤذي المتلقي.
ــ أين تضعين نفسك على سلم النجومية اليوم؟
- أستطيع القول انني راضية عن نفسي إلا انني أطمح للكثير بعد. لم أصل الى أدوار البطولة المطلقة بـ<الباراشوت>، فأنا تعبت واجتهدت منذ كنت في الجامعة وتطورت أدواري بشكل تدريجي حتى وصلت الى أدوار البطولة، لذلك أنا سعيدة بالنتيجة وأشعر أنني بنيتها على الصخر. فأنا أعيد مشاهدة نفسي في الأعمال أكثر من مرة لأتوقف عند الأخطاء، وأجتهد على تثقيف نفسي فنياً في شتى المجالات.
ــ هل العودة الى أدوار ثانوية مرفوضة؟
-كل شيء بحسب الدور. لكن بعد المراحل التي قطعتها،فإن العودة الى الخلف ممنوعة طبعاً والجمهور هو من يحملني مسؤولية اختياراتي، لذلك تجدونني أعتذر عن عدد من النصوص التي لا أجد فيها ما يضيف الى مسيرتي.
ــ أي عناصر هي الأبرز في العمل الدرامي برأيك؟ النص ام الاخراج ام الممثلون المشاركون؟
- العمل الدرامي هو مجموعة هذه العناصر وطبعاً ان سخاء الانتاج عامل مهم ومؤثر جداً، فالميزانية الجيدة تؤدي الى التنفيذ بإتقان.
منافسة.. ولكن!
ــ هل المنافسة قوية مع بنات جيلك؟ من تنافسك اليوم: داليدا خليل، ريتا حايك، ديامان بو عبود؟
- كل من تؤدي دوراً جميلاً تنافسني. لولا المنافسة لما قدمت كل واحدة منا أفضل ما عندها.
ــ هل داليدا خليل هي المنافسة الأبرز لك مثلاً؟
- كانت داليدا زميلتي في الجامعة وهي ممثلة موهوبة.
ــ بمَ تنصحينها؟
- لست أدري ان كنت في موقع من ينصح.. لكن من موقع المحبة لا أكثر، أقول لها ان تنوع في أدوارها وألا تتكل على الأدوار الكوميدية التي لمعت فيها مؤخراً. أقول لها ذلك لأنني أعرف انها تمتلك مواهب جيدة جداً في الدراما أيضاً.
ــ برأيك بم يمكن لداليدا ان تنصحك بدورها؟
- بعكس ما قلته لها، اي ان اؤدي أدواراً كوميدية أكثر، أرغب ان أمثل في هذا المجال، فأنا أحب الضحكة الطريفة والهادفة. كذلك أهدف الى لعب الادوار الشريرة بعد ان لعبت عدداً من أدوار الصبية الطيبة.
ــ عادت داليدا الى المنتج والمخرج مروان حداد بعد خلاف وقع بينهما... فما رأيك؟
- لا نستطيع القول انها عادت. كلنا، داليدا وأنا وغيرنا وقعنا عقوداً مع الأستاذ مروان، ولما انتهت مدتها لم نجددها. هذا لا يعني مطلقاً اننا على خلاف معه وهو له بصمة في المسلسلات اللبنانية.
ــ على ذكر الادوار الدرامية، أنت ترفضين الاستعانة بقطرات الدموع الاصطناعية التي يلجأ اليها بعض الممثلين في الادوار التي تتطلب البكاء...
- صحيح أرفضها.. وكثيراً ما أستمر بالبكاء بعد انتهاء المشهد.. أنا أعيش الحالة.
ــ كان لك موقف من الاعمال المكسيكية والتركية المدبلجة. لماذا؟
- هذا كان سابقاً. لم يكن موقفاً منها بقدر ما كان عتباً على ترجمتها الى اللغة السورية وعدم دبلجتها الى اللهجة اللبنانية التي كان بإمكانها ان توفر عملاً اضافياً للممثل اللبناني ولطالما طالبت بالعكس اي ان تدبلج الأعمال اللبنانية الى غير لغة أيضاً.
ــ انت خريجة كليَّة الفنون الجميلة - الجامعة اللبنانيَّة في التمثيل والإخراج منذ العام 2008. هل تعتقدين ان الممثلات الجميلات يأخذن من درب الخريجات الاكاديميات؟
- التمثيل أولاً وأخيراً موهبة. الدراسة الاكاديمية قد تساعد على الاحتراف خاصة في المجال التقني إلا انها ليست شرطاً ضرورياً لبروز الممثلات، ونجد بينهن من لمعن مثل سيرين عبد النور ونادين الراسي ونادين نسيب نجيم وغيرهن. والعكس موجود أيضاً فكم من أكاديمية لم تعرف قبولاً لدى الجمهور. الجمال عنصر يضاف الى الموهبة، فتحظى الممثلة بفرص انتشار أكبر واستمرار أكثر، الا انه ليس الشرط الوحيد طبعاً.
رزق.. غير كافٍ
ــ مع صعود نجم الدراما اللبنانية، هل تعتبرين انها يمكن ان تشكل وحدها مورد رزق للفنان؟
- هي طبعاً الى تحسن وكلما عرف الممثل ولمع نجمه، فإن أجره يزيد. لكن حتى الآن لا أستطيع القول ان التمثيل وحده يمكنه ان يكون مورداً للرزق وبشكل خاص للممثلين الشباب الذين تقع على كاهلهم مسؤوليات كثيرة. شخصياً أفكر في خوض مجال الاعمال والقيام بمشروع خاص بي بعيداً عن التمثيل.
ــ لماذا اخترت التمثيل مهنة؟
- لما تخرجت من المدرسة في المرحلة الثانوية كان لا بد لي من اختيار اختصاص. أردت اختصاصاً يجعلني تحت الضوء، فأنا أحب ذلك لكنني لم أكن أفكر في التمثيل. حتى انني في بلدتي المروج لم أكن أعرف ان هناك جامعة للتمثيل، فعرفت بها وتقدمت اليها ورأيت نفسي مأخوذة بهذا العالم، علماً انني كثيراً ما توليت أدوار البطولة في الاعمال المسرحية المدرسية. أذكر حتى الآن صعوبة الامتحان الذي جرى التقدم اليه بالآلاف في حين ان العدد المطلوب قليل، وقد نجحت بتفوق وأكدت العلامات التي نلتها ذلك.
ــ ماذا عن الأعمال العربية المشتركة؟ أين أنت منها؟ وهل تُطلبين لها؟
- ليس من مانع. ربما أشارك في أعمال سورية أو مصرية أو عراقية.. هناك حديث عن عمل ما من المبكر جداً ان أفصح عن تفاصيله.
ــ أي من النجوم تودين لو تلتقين معهم في أعمال درامية؟
- نجوم عديدون. سعدت بالتمثيل مع مازن معضم وهو رائع في التمثيل والتعامل، كما أحب ان أمثل مع مكسيم خليل ويوسف الخال ويورغو شلهوب وبديع أبو شقرا وأيضاً مع عمالقة مخضرمين أمثال دريد لحام.
ــ بعض الفنانين والفنانات يتكلن على العلاقات العامة، على السهرات والاجتماعيات للفوز بفرص معينة، او حتى بين الفنانات من يطرقن أبواب المنتجين.. ما رأيك بالأمر؟
- لم أطرق يوماً باباً لأحظى بدور، علماً ان هذا ليس خطأ الا انه ليس أيضاً من طبعي.انا البنت الصغيرة والوحيدة على شابين من عائلتي التي تحتضنني جيداً بعد وفاة ابي وليس من طبعي ان اطرق الأبواب.
ــ هل تطمحين للشهرة في مصر؟ وهل انت على استعداد للإقامة فيها؟
ــ ولا عن كارلوس عازار؟ - طموح كل فنان هو ان يعرف في مصر والعالم العربي الا انني استبعد الاقامة الدائمة فيها، قد أذهب لفترات التصوير إلا أنه لا يمكنني ان أعيش بعيدة عن عائلتي.
- تضحك. وما به كارلوس؟
ــ حكاية الحب التي تجمعكما باتت معروفة. كيف تعرفت اليه بداية؟
- تعرفت الى كارلوس في الجامعة عندما كنت في سنتي الاولى وهو في سنة التخرج.
ــ من <تحركش> بالثاني أولاً؟
- في العادة الشاب هو من يتخذ الخطوة الاولى وكان يدخل الى تمريناتنا في مسرح الجامعة ليراقبني وتوطدت علاقتنا.
ــ ما أكثر ما شدّك إليه؟
- في البداية، جميعنا نعجب بالشكل الخارجي وننجذب له، وكارلوس شاب جميل كما انه من عائلة فنية عريقة وهو مهذب وحنون ومحترم.
ــ متى سيتكلل حبكما بالزواج؟
- لا ادري. نترك كل شيء للقسمة والنصيب <متل ما الله بيريد>.
ــ البعض اعتبر كارلوس تائهاً بين مجالي التمثيل والغناء. انت ما رأيك بذلك والى أية موهبة عند كارلوس تميلين اكثر..
- احترنا في أمر الناس. عندما كان كارلوس يمثل من دون ان يغني، كان الجميع من حوله يسألونه عن سبب عدم تقدمه للغناء هو الجميل الصوت. ولما غنى باتت المطالبة بتوجهه الى التمثيل. من ناحيتي، لا أرى انه تائه بين الاثنين، بل على العكس هما متكاملان، فلديه كما الكثير من الفنانين الذين جمعوا ما بين الموهبتين ونجحوا. ثم انه في فيلم <فيتامين> مؤخراً لعب دوراً جميلاً مع الممثلة ماغي أبو غصن وهو يلاقي الصدى الطيب، وقبله في مسلسل <عشرة عبيد زغار> و<ديو الغرام> وغيرها العديد..