الارهاب لا يتقيد بالجغرافيا، ويرمي ظلاله في كل أنحاء العالم. وعندما زادت رئيسة وزراء بريطانيا <تيريزا ماي> في الأسبوع الماضي موازنة التصدي للارهاب بنسبة 30 بالمئة، كانت تدرك أن الموجة الارهابية ستشتد في المستقبل، وتضرب في كل مكان من أوروبا، كما ضربت باريس مطلع هذا العام و<10 داوننغ ستريت> في لندن، إضافة الى تفجير محطة قطارات برلين، ولا بد من مواجهتها سلفاً.
وآخر معلومات تفجير الاحتفال الغنائي في مدينة <مانشستر> البريطانية وتسببه في مقتل 22 مواطناً وإصابة 39 جريحاً أفصح عنها <ايان هوبكينز> مفوض شرطة مدينة <مانشستر> فقال: <أؤكد أن الشخص الذي يشتبه بارتكابه العمل الفظيع ليل السبت الماضي هو بريطاني ليبي الأصل اسمه سلمان العبيدي وعمره 22 سنة، ومولود في بريطانيا من أبوين ليبيين، وأولويتنا أن نعرف ما إذا كان يتصرف منفرداً أو من ضمن شبكة ارهابية.
وقد خضع بيت المشبوه سلمان العبيدي لحصار الشرطة البريطانية، كما فتش المحققون منزل شقيق المتهم، وكان يتردد مع شقيقه سلمان العبيدي على مسجد محلي.
وكان من عادة تنظيم <داعش> أن يعلن مسؤوليته عن أي انفجار يكون ضليعاً فيه، إلا انه هذه المرة تأخر عن هذا الاعلان أكثر من يوم. وكان بين ضحايا التفجير مراهقون وطفلة في الثامنة من عمرها، مما نشر ردة فعل كبيرة ضد التفجير، ودعا رئيسة وزراء بريطانيا <تيريزا ماي> الى التنديد بالاعتداء الرهيب، ووصفت المتهم سلمان العبيدي بأنه <جبان> لأنه تعمد استهداف أبطال أبرياء ضعفاء، وفي الوقت نفسه أعلنت تعليق الحملة الانتخابية العامة لمناسبة الانتخابات العامة يوم 8 حزيران (يونيو) المقبل وهذا ما فعله أيضاً زعيم المعارضة رئيس حزب العمال <جيريمي كوربن>.
وقد هزت أحداث <مانشستر> الأوضاع الاقتصادية البريطانية، وتركت آثارها، كما في البورصة، كذلك في مجلس العموم. وحرية التعبير واجهت سياسة صمت حول النازحين من الموصل ودير الزور، خوفاً على حياتهم، كذلك فإن المتهم الأول في أحداث <مانشستر> سلمان العبيدي كان في ليبيا منذ أسبوع، وهذا يربط أحداث <مانشستر> بالوضع الليبي، لأن العبيدي لا يمكن أن يقدم على تفجير مدينة <مانشستر> بدون تواطؤ ليبي.
وإذا أثبت تواطؤ بعض المراجع الليبية، في أحداث <مانشستر> فإن التزام الحكومة الليبية بقرارات قمم الرياض ليس جدياً.