الفنانة الشابة حنان مطاوع غصن رطيب من شجرة فنية وارفة الظلال. فهي ابنة الفنان الراحل كرم مطاوع، الذي لعب دور البطولة في فيلم <سيد درويش>، والفنانة سهير المرشدي وهي فنانة موهوبة من الدرجة الأولى، تمتلك أدواتها بعناية واقتدار. والفن عندها رسالة تسعى إلى توصيلها لجمهورها بكل صدقية واحترام، والنجومية عندها تعني حب الجمهور ورضاهم عنها، لذلك نجدها بعيدة كل البعد عن أدوار الإغراء.. والعري.. والتنازلات، وتمضي في خط واحد.. واضح.. ومستقيم ـــ بطيء بعض الشيء ـــ ولكنه ثابت ومتطور يوصلها نحو تقديم رسالتها الفنية وبلوغ القمة والنجومية. وقد أنهت تصوير مشاهدها في مسلسل «دهشة»الذي تطل علينا به، وأوضحت أنها تنتظر عرض فيلمها «قبل الربيع» الذي تأخر كثيراً، وترى أن الدراما المصرية تحدت الظروف الصعبة التي عاشتها مصر طوال السنوات الأخيرة، وقالت في حوارها إنها ضد سياسة التخوين المنتشرة حالياً وانها متفائلة بالمستقبل رغم سوء الأجواء المحيطة.
ــ حنان مطاوع تظهر بعمل أو اثنين، ثم تختفي وتعود مرة أخرى. هل أنت تتعمدين ذلك؟
- (تضحك وتقول) بالفعل. كلامك صحيح فأنا أحاول أن أكون ضد الانتشار لأنني لا أحب أن أكون ضيفة ثقيلة على السينما أو التلفزيون، فأختار بعناية الأدوار التي تضيف لي.
ــ أين وصلت في تصوير مسلسل <دهشة>؟
- التصوير سار بشكل جيد، وقد انتهيت من تصوير جميع مشاهدي في المسلسل، ولا صحة لما تردد عن أي مشاكل في التصوير. شخصياً ، استمتعت جداً بالعمل مع الدكتور يحيي الفخراني، وهذا شرف كبير لي بالعمل معه لأنه إنسان وفنان راقٍ ورائع ومبدع بمعنى الكلمة، وتعلمت منه الكثير، ويكفيني الوقوف أمامه، وأتوقع لابنه المخرج شادي الفخراني أن يكون في صدارة كبار المخرجين هذا الموسم لأنه يقدم عملاً جديداً على شاشة التلفزيون وسيناريو بعيداً عن الدراما الصعيدية المعتادة على مستوى القضايا والأفكار واللهجة أيضاً، وبصراحة المسلسل <ضفيرة> غير قابلة للرفض.
ــ ماذا عن دورك في العمل وأهم القضايا التي يتناولها؟
- كلمة دهشة لها دلالتان، فهي المدينة التي تدور فيها معظم أحداث العمل، ولأن معظم أحداث العمل يهتز لها الوجدان من قسوتها وصعوبتها، وأجسد خلاله شخصية <رابحة> الابنة الوسطى ليحيي الفخراني، وهي فتاة معقدة ومركبة، مشاعرها متراكمة، مليئة بالصراعات والأحداث، وقد أرهقتني في تجسيدها وتدربت كثيراً على اللهجة، ويومياً كنت أقوم ببروفات مع شادي الفخراني، وأتمنى أن يلقى أعجاب الجمهور.
ــ ماذا عن ردود الأفعال؟
- ردود الأفعال أكثر من رائعة سواء في دوري في المسلسل أو بالنسبة للمشاهدة العالية للمسلسل ككل.
ــ كيف ترين وجود الكبار والمزج بين الأجيال في هذا الموسم؟
- لا شك أن الدراما المصرية صارعت وتحدت الظروف الصعبة التي عانينا منها طوال السنوات الثلاث الأخيرة، واستطاعت تحقيق طفرة نوعية في الأعمال المطروحة على مستوى الأفكار والصورة وكل شيء، وفي رأيي ان عودة الفخراني والساحر محمود عبد العزيز والزعيم عادل إمام تعطي ثقلاً وتبشر بـ<ماراتون> مختلف يمثل امتداداً لما حققناه من نجاح.
ــ هناك تطور في شكل ومضمون الدراما التلفزيونية في الفترة الأخيرة. ما هي رؤيتك؟
- هذه حقيقة وأنا سعيدة بالتطور في الصورة والمضمون والموضوعات الجديدة والجريئة، كذلك البطولات الجماعية التي تفرز نجوماً جدداً، لكنني للأسف عانيت من شركات الإنتاج التي تتحجج بأزمة التسويق ولا تعطي الفنان حقه، وفضلت التركيز في أعمالي السينمائية التي عوضتني عن غيابي التلفزيوني.
مطلوب من الدولة
ــ أين أنت من السينما؟ وما هو آخر فيلم شاهدته فيها؟
- أنتظر عرض فيلم <قبل الربيع> من تأليف وإخراج أحمد عاطف وحتى الآن لم يتحدد موعد نهائي لعرضه، وأجسد خلاله شخصية <دعاء> الفتاة الشعبية صاحبة الميول الثورية، خفيفة الظل، ويرصد الفيلم العديد من الأزمات التي أدت إلى خروج المصريين ضد الحكم السابق، وأحداثه تدور في الشهور القليلة قبل اندلاع ثورة 25 يناير. وفي الفترة الأخيرة، شاهدت <فتاة المصنع> لمحمد خان، و<لا مؤاخذة> لعمرو سلامة، و<بعد الطوفان>. وفي رأيي أن السينما تحتاج إلى تدخل ومساندة الدولة وان يؤمن من في السلطة أن الفن له تأثير قوي على المجتمع وباستطاعته أن يدر دخلاً كبيراً على البلد.
ــ ما هو موقفك من الأفلام التجارية؟ ورأيك في منع عرض فيلم <حلاوة روح>؟
- لست ضد هذه النوعية من الأفلام وشاركت مؤخراً في فيلم <القشاش> وكانت تجربة مميزة، وبخصوص <حلاوة روح> لـ<هيفاء وهبي>، فأنا ضد هذه النوعية من الأفلام ورغم ذلك، أرفض القمع وأرى أن هذا القرار غير مسؤول ويلغي التخصص لأنها ليست أزمة رئيس الوزراء، وكان من المفترض عليه قبل رفع الفيلم من دور العرض مساءلة وزير الثقافة السابق ورئيس الرقابة لأنه بذلك ألغى وظيفتهما ووجودهما، واعتقد أنها خطوة نحو منع أفلام تتعلق بالسياسة والدين.
ــ ما هو موقفك من أدوار الإغراء؟
- أنا أبعد ما أكون عن تجسيد أدوار إغراء لأنها لا تلائمني ولا تليق بي ولكن يمكنني أن أقدم دوراً يناقش قضية جريئة مثل دوري في فيلم (الغابة)، فكان دوراً جريئاً يتطرق إلى مناقشة وضع نوعية من الشخصيات وهي (ساقطة الشارع) ولكنني مع ذلك لم أتعر نهائياً، فأنا ضد الإغراء والعري تماماً، إنما أنا أقدم متعة ورسالة للمشاهد دون إسفاف.
ــ لماذا لا نراك إلا في البطولات الجماعية؟
- لا يهم أن أقدم بطولة مطلقة أو جماعية كل ما يشغلني أن أقدم دوراً مختلفاً ومميزاً يحترم عقلية المشاهد، فالكم لا يشغلني نهائياً، المهم عندي مضمون العمل.
ــ ما هي مقاييس النجومية بالنسبة لك؟
- إعجاب الجمهور بأعمالي وحبّه لي ورضاؤه عني أهم شيء عندي وذلك الأمر يحقق لي النجومية.
ــ ما الذي يحدد اختياراتك في المرحلة الراهنة؟
- أهتم جداً بالموضوع الذي أقدمه والسيناريو المكتوب والمخرج صاحب الرؤية، ولا بد أن يكون دوري إضافة إلى رصيدي ولا يخصم مني، فأنا لا أحب الحضور لمجرد الحضور والوجود المؤثر أفضل من العمل الذي يضر الممثل، وأنا أحترم عقل المشاهد جداً ولا أحب الاستهانة به.
ــ وأين الجانب الشخصي في اهتماماتك بعيداً عن الفن؟
- في أمور الحب والزواج، لا يستطيع الإنسان أن يخطط لشيء، لأنها تخضع للنصيب والقدر والرزق وأحب عندما أرتبط بإنسان أن يضيف جديداً إلى حياتي ويكون صاحب قيم ومبادئ ودين.