بعد غياب واضح عن الدراما التلفزيونية وحتى النشاط الاجتماعي، يستعد الفنان الكبير صلاح السعدني للعودة مرة أخرى الى خشبة المسرح بعد غياب استمر عدة سنوات.. في الحوار الآتي، يتحدث عن غيابه وشكل عودته والكثير من شؤون الفن وشجونه..
ــ ما حقيقة استعدادك للعودة الى المسرح؟
- بالفعل أقوم حالياً بدراسة نص مسرحي أعود من خلاله لخشبة المسرح التي اشتاق إليها، فمنذ آخر أعمالي <الملك هو الملك> ولم أقدم أي عمل مسرحي، ولكن عودة الدولة للاهتمام بالمسارح شجعتني كثيراً على خوض هذه التجربة ومن المفترض أن أعلن عن اسم الرواية بعد بدء <البروفات> الأولى للعمل.
ــ ما رأيك في عودة المسرح التلفزيوني مرة أخرى؟
- عودة المسرح التلفزيوني مرة أخرى من أهم الأحداث في 2014، فقد شعرت أثناء مشاهدتي لمسرحيات أشرف عبد الباقي بأن المسرح ما زال بخير، والجديد أيضاً الذي نجح فيه هو مواكبة الأوضاع الحالية وتطور عقلية الشباب التي أصبحت لا تقبل عملاً يزيد عن الساعة، فالمسرحيات القصيرة بداية قوية لعودة النجوم الى خشبة المسرح وتقديم الأعمال الأدبية التي كنا نقوم بتقديمها في الأعوام الماضية، ولكن الظروف التي مرت بها مصر أوقفت كل هذه الأعمال. وأتمنى أن تعود جميع أنواع الفنون إلى المدارس حتى لا يستطيع الطلاب الاستغناء عن هذه الإبداعات .
النحاس باشا
ــ وماذا ستقدم هذا العام؟
- لا يوجد لدي أي أعمال درامية حالياً، فأعمالي الدرامية مؤجلة بسبب الإنتاج، وقد كنت اتفقت مع مدينة الإنتاج الإعلامي على مسلسل <الميراث الملعون> الذي يعد آخر روائع أخي وصديقي محمد صفاء عامر، ولكن الأزمة الإنتاجية وقفت عائقاً أمام خروج المسلسل للنور، وتأجل الحديث عن هذا العمل لأجل غير مسمى.
ــ وهل كنت تستعد بالفعل لتقديم شخصية مصطفى النحاس باشا في عمل تلفزيوني؟
- بالفعل عرض عليّ تجسيد شخصية النحاس باشا في عمل درامي يقوم بالمساهمة في إنتاجه حزب <الوفد>، ولكن الظروف السياسية وانشغال الحزب بالانتخابات الرئاسية الماضية والانتخابات البرلمانية المقبلة أجلت الحديث عن هذا العمل بالرغم من انه كان يطرح في أغلب اجتماعاتهم حيث تحدث معي احد أعضاء حزب <الوفد> الكبار واخبرني عن نية الحزب في تقديم عمل درامي عن النحاس باشا، ورحبت به كثيراً إلا أن تطور الأحداث الجارية أوقف هذا المشروع ولا أعرف مصيره حتى الآن.
ــ كيف تابعت مؤخراً الدورة الأخيرة من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي؟
- بالتأكيد، لا يوجد فنان مصري ليس سعيداً بخروج هذا المهرجان الذي أرى أن رسالته السياسية كانت أكبر من رسالته الفنية، فالمهرجان في آخر دورة لم يكن مجرد مهرجان يقوم باستضافة نجوم عالميين ويعرض عدداً من الأعمال الفنية، بل كان له مغزى معين أقيم من أجله، وهو رسالة سلام وطمأنينة للعالم بأكمله، وتأكيد على وجود الفن المصري الذي لن تستطيع أي جماعة أو فصيل معين أن يؤثر عليه، وبالفعل قد أتم المهرجان رسالته المهمة التي أقيم من أجلها وأوصل للعالم اننا مستمرون في تقديم أعمالنا الفنية المميزة ولا توقفنا أي اضطرابات سياسية أو غيرها من الأمور الأخرى التي شهدتها مصر في الفترة الماضية.
ــ ولكن كيف وجدت غياب النجوم الكبار عن الحضور؟
- أتمنى ألا أخوض الحديث في هذا الأمر لأن تعليقي من الممكن أن يغضب الكثيرين ولكنني أود أن أوجه رسالة الى بعض منتقدي تنظيم المهرجان والذي أخذ وقتاً طويلاً كمادة إعلامية في ساحات الفضائيات، مفادها أن المهرجان أقيم من اجل هدف معين وقد تحقق هذا الهدف بغض النظر عما تم أثناء التقديم أو غيره.
ــ كيف ترى حال السينما مؤخراً؟
- رغم أن السينما يجب أن تكون مرآة الواقع، فإنني أرفض الأعمال التي تملؤها الراقصة والبلطجي والأسلحة إذ في مصر أكثر من هذه الفئات وقد أعربت عن استيائي من قبل بسبب هذه الأعمال، ولكن أغلب المنتجين حالياً يبحثون عن المال فقط دون النظر الى قيمة العمل الذي يقدم، وأتمنى أن تضع الدولة معايير فنية للحد من هذه الظاهرة، وبالرغم من كل هذا، فإن هؤلاء المنتجين يحسب لهم أنهم ساهموا في استمرار صناعة السينما التي كان الكثيرون يعتقدون أنها ستتوقف في سنوات الثورة.
أبناء الفنانين
ــ وما رأيك في انتشار عدد من أبناء الفنانين داخل الوسط الفني حالياً؟
- بالفعل يوجد الكثير من أبناء الفنانين داخل الوسط الفني ولكن منهم من يستحق الحضور وهم كثيرون ومنهم من يعمل مجرد مجاملة ليس أكثر. وفي النهاية يبقى المشاهد هو الحكم على أداء الفنانين، وذلك لأن المشاهد حالياً أصبح لديه وعي فني كبير ويستطيع تقييم الفنان الذي يقف أمامه.
ــ وما تقييمك الفني لنجلك أحمد السعدني؟
- تقييمي لأحمد السعدني لا يفيد لأن الحكم للمشاهد وليس لي، وشهادتي به ستكون مجروحة لأنه ابني، ولكنني أعتقد انه يسير في طريقه الصحيح، والدليل على ذلك انه رفض التعاون معي في أي عمل قدمته، فلم نلتقِ إلا في مسلسل <رجل من زمن العولمة> حيث كان أحمد زاهر مرشحاً للدور ولكنه اعتذر عند بداية التصوير وتم إسناد الدور لأحمد السعدني بعد اختيار المخرج له، وتم الاتفاق معه على المسلسل خارج بيتي، وبعد ذلك، قرر أحمد عدم التعاون معي مرة أخرى، ولا أعتقد أننا سوف نجتمع في عمل في الفترات المقبلة.
تظاهرات الاخوان
ــ كيف ترى محاولات الإخوان للتظاهر من حين لآخر؟
- <كلام فارغ> ولن يؤثر على حياة المصريين الذين أصيبوا بحالة من الكآبة بسبب التظاهرات وتوقف سير العمل وأعتقد أن المصريين لن ينشغلوا بهذه التفاهات مهما وصــلت هـــذه الدعــــوات، كما أنني أعتقد أن هــــذه الجمـــاعات اقل من أن تقوم بأي عمل تؤثر به على مصلحة الشعب المصري لأننا أدركنا جيداً الأعمال التي يقوم بها هؤلاء الإرهابيون.
ــ وكيف ترى مستقبل مصر الفني؟
- الفن المصري في طريقه للعودة مرة أخرى واعتقد أن العام الحالي سيشهد كماً كبيراً من الأعمال الفنية المميزة وذلك للرد على الاتهامات التي نالت من السينما والدراما المصرية، كما أنني سمعت أيضاً عن إنتاج عدد من الأعمال الفنية التي ستطرح إيجابيات المجتمع المصري مثل مشروع قناة السويس الذي سأكون أول الزائرين له بعد الانتهاء منه، وذلك رداً على الأعمال الفنية التي لا تسلط الضوء إلا على السلبيات فقط.