الجامعة العربية المفتوحة هي جامعة خاصة لها ثمانية فروع في الوطن العربي: الكويت، السعودية، مصر، الاردن، لبنان، البحرين، سلطنة عمان والسودان. وتتبنى الجامعة نظام التعليم المفتوح الذي يتميز بالمرونة من حيث ملاءمة عملية التعلم مع ظروف الطلبة وقدراتهم. وتعود فكرة انشاء جامعة مفتوحة في الوطن العربي كمشروع غير ربحي الى مبادرة من صاحب السمو الملكي الامير طلال بن عبد العزيز آل سعود رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية (اجفند)، حين اعلن سمو الامير في العام 1996 عن مبادرته لانشاء جامعة عربية مفتوحة ككيان اكاديمي تعليمي غير تقليدي وكمؤسسة تسهم في توجيه التنمية في المجالات العلمية والاجتماعية والثقافية. وتطورت تلك المبادرة في العام 2002 لتترجم على ارض الواقع الى جامعة متكاملة هي الجامعة العربية المفتوحة التي انطلقت بتعاون مشترك مع الجامعة المفتوحة في بريطانيا. وتتبوأ الجامعة العربية المفتوحة موقع الصدارة في العالم في مجال التعليم المتمازج، وتعتبر رائدة في تبني اساليب تدريس وتعلم تمكين الافراد من تحقيق اهدافهم المهنية والحياتية من خلال الانخراط في برامج دراسية يكملونها في الاوقات والاماكن المناسبة لهم.
فما هي اهداف انشاء جامعة مفتوحة في لبنان؟ وما هي الاختصاصات المتوافرة في الجامعة؟ وماذا عن الاعتماد وشهاداتها وفروعها؟
<الافكار> توجهت الى مبنى الجامعة العربية المفتوحة الكائن عند منطقة الحرش في بيروت للاطلاع على كل التفاصيل حيث كان لنا حديث مع الدكتورة فيروز فرح سركيس مديرة الجامعة العربية المفتوحة (وهي حائزة شهادة الدكتوراه في الرياضيات وتدريس الرياضيات، وكانت سابقاً امين عام المجلس العلمي للجامعة اللبنانية اذ كانت مديرة مكتب المشاريع في الجامعة، وكان لها صفة مهمة اذ كانت منذ سنتين المنسقة الوطنية للابحاث الممولة من الاتحاد
الاوروبي قبل تسلم ادارة الجامعة العربية المفتوحة) وهي اول رئيسة جامعة في لبنان، اذ تم اختيارها نظراً لخبرتها في المجال الاكاديمي والبحثي بعدما تولت ادارة مشاريع مهمة في الجامعة اللبنانية، كما ان الدكتورة فيروز سركيس هي اول سيدة حائزة شهادة الدكتوراه في تدريس الرياضيات وثاني شخص داخل لبنان، وسألناها بداية عن سبب انشاء الجامعة العربية المفتوحة فتشرح الدكتورة فيروز سركيس:
- لقد اوضحت الدراسات ان العالم العربي يعاني من فجوة على مستوى التعليم العالي بين القدرة الاستيعابية للجامعات التقليدية القائمة وبين الطلب على خدمات هذه الجامعات. وتعني هذه الفجوة ان هناك عدداً كبيراً من مواطني العالم العربي قد حرموا من فرص التعليم العالي، وبالتالي انحسرت فرصهم لتحقيق مستقبل افضل. ويضاف الى هذا العدد الكثير ممن لم تسمح لهم ظروفهم سواء الاسرية او المادية بمتابعة مسيرتهم التعليمية بعد حصولهم على الشهادة الثانوية، واضطروا الى الانخراط في سوق العمل. ومن واقع الاحصاءات اتت فكرة انشاء جامعة مفتوحة تساهم في توفير فرص التعليم العالي لمواطني دول العالم العربي، وتبناها صاحب السمو الملكي الامير طلال بن عبد العزيز رئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الامم المتحدة الانمائية. وهذا البرنامج يمول مشروعات تنموية مختلفة بالتعاون مع منظمات الامم المتحدة في مختلف دول العالم.
غطاء للجامعة من كل وزارات التعليم العالي
وتتابع الدكتورة سركيس:
ــ وبعد دراسات مستفيضة استغرقت سنوات عدة، اقرت الجامعة العربية المفتوحة مشروعاً عربياً غير ربحي، وتقرر كذلك ان يبدأ المشروع في مرحلته الاولى في ثمانية بلدان عربية هي: الكويت، الاردن، لبنان، مصر، السعودية، البحرين، وسلطنة عمان، والسودان. واختيرت الكويت لاستضافة المقر الرئيسي للجامعة. وتم توقيع اتفاقية تعاون مع الجامعة البريطانية المفتوحة، والتي تعتبر من اعرق الجامعات على المستوى العالمي في مجال التعليم المفتوح، لاستخدام بعض البرامج
القائمة لديهم والاستفادة من خبراتهم الرائدة في انشاء الجامعة وتطويرها. وحيث ان الجامعة العربية المفتوحة انشئت بموافقة وزارات التعليم العالي في الدول العربية. فهي تعترف بها كجامعة مرخصة للتعليم العالي تقوم على تطبيق قوانين البلد الذي تمارس فيه نشاطها ومنها لبنان اذ انشئت الجامعة بموجب المرسوم رقم 3257 بتاريخ 22/ 6/ 2000. والجامعة العربية المفتوحة هي اول جامعة لبنانية تحصل على الاعتماد من مؤسسة خارجية هي المؤسسة البريطانية. والاعتماد يمنح شهادة للجامعة تنص على ان مستوى التعليم في الجامعة العربية المفتوحة هو بجودة التعليم في الجامعات البريطانية.
ــ تهدف الجامعة الى المساهمة في خدمة المجتمع بتوفير فرص التعليم والتعلم المستمر لاستيعاب القوى البشرية المدربة وتهيئة البيئة المناسبة للدراسات الجامعية والبحث العلمي، خصوصاً في مجالات المعرفة الانسانية والتكنولوجية الحديثة وفي غيرها من الخدمات التنموية التي يحتاجها المجتمع العربي وعلى الاخص: توفير التعليم الجامعي لكل راغب فيه وذلك في التخصصات التي تتطلبها خطط التنمية الشاملة، توفير التعليم المستمر لمواكبة المستجدات في العلوم والمعارف، توفير برامج تأهيلية وتدريبية تلبي احتياجات المناطق الريفية والنائية، تنظيم برامج الدراسات العليا والبحث العلمي في التخصصات التي تحتاجها الاقطار المعنية، التركيز على تعميق القيم الانسانية، تقديم الخدمات الاستشارية الفنية تلبية لاحتياجات المجتمع، منح الدرجات العلمية والشهادات المختلفة وفق المعايير الاقليمية والعالمية.- ما هي اهداف الجامعة العربية المفتوحة؟
- وما هو مفهوم التعليم المفتوح؟
ــ لتحقيق الاهداف تتبنى الجامعة العربية المفتوحة نظام التعليم المفتوح الذي يتميز بالمرونة من حيث ملاءمة عملية التعليم مع ظروف الطلبة وقدراتهم. فالراغبون بالتعليم العالي يعطون فرصاً متكافئة بغض النظر عن اعمارهم او جنسياتهم او جنسهم. والميزة الاخرى لنظام التعليم المفتوح انه يجمع ما بين العديد من اساليب التعليم. اول تلك الاساليب التي تستخدمها الجامعة في عملية التعلم اللقاءات التعليمية المباشرة، اي الحضور الى الصفوف التعليمية في الجامعة. فترتيب جدول الساعات التعليمية يسمح للطالب بالحضور دون ان يضطر الى ترك عمله. فالصفوف تُعطى من الثامنة صباحاً وحتى التاسعة ليلاً ستة ايام في الاسبوع. وحضور هذه الجلسات يمنح الطالب فرصة اللقاء المباشر مع المحاضرين والمعيدين وكذلك مع زملائه الطلبة. اما الحضور فهو الزامي لكل مقرر مرة واحدة في الاسبوع على الاقل. والى جانب الساعات التعليمية المباشرة، يستفيد الطالب من الحقيبة التعليمية والتي تحتوي على المواد القرائية الاساسية والمساندة والاشرطة المرئية والسمعية.
خريجون للمنافسة في سوق العمل
وتتابع الدكتورة سركيس:
- يضاف الى تلك الاساليب المختبرات المتعددة الوسائط والمزودة بمصادر تعلم مختلفة مثل الاقراص والبرامج الحاسوبية الخاصة. وتستخدم هذه الاساليب في ظل النظام المتبع في الجامعة بشكل تكاملي وذلك لجعل عملية التعلم فاعلة وتفاعلية بما يضمن تخريج طلاب ذوي نوعية عالية قادرة على المنافسة في سوق العمل. ومن ميزات هذا النظام استخدامه نظام تقييم الطالب المستمر ومتابعة تدرجه في التحصيل الى جانب الامتحانات النهائية. وفي تنظيم عملية توفير توصيل العلم والمعرفة الى الطالب، كان لا بد من ان تضمن المؤسسة التعليمية التي تقوم على نظام التعليم المفتوح تحقيق امور ثلاثة: اكبر قدر من التفاعل الفكري والعقلي بين الطالب ومادة التعلم، ان يكون مستوى المضمون العلمي لهذه المادة من اعلى المستويات الاكاديمية العالمية، ان تعرض هذه المادة باساليب تنشط قدرات الطالب العقلية والفكرية المختلفة وتنميها وتحقق الاهداف التربوية المنشودة.
- وما هي شروط القبول ونظام الدراسة في هذه الجامعة؟
- ما هي الدرجات العلمية التي تمنحها الجامعة العربية المفتوحة؟ــ تضع الجامعة العربية المفتوحة شروطاً لقبول الطلاب في البرامج الدراسية التي تقدمها، وتختلف هذه الشروط وفقاً لطبيعة كل منها. وشروط القبول في برامج البكالوريوس (الاجازة) هي: تشترط الجامعة ان يكون المتقدم الى اي من برامج درجة البكالوريوس المختلفة التي تمنحها الجامعة حاصلاً على شهادة البكالوريا اللبنانية، في اي من فروعها او ما يعادلها. وتحرص الجامعة على قبول اكبر قدر ممكن من المتقدمين الى برامجها وفقاً للامكانيات البشرية والتجهيزية المتاحة لها. تنظم الجامعة اختباراً لتحديد مستوى الطالب باللغتين العربية والانكليزية، وذلك خلال فترة التسجيل اي بعد قبول الطالب في الجامعة. ومن اجل ارشاد الطلبة وتوجيههم الى التسجيل في المستوى اللغوي المناسب لكل منهم. وبناء على اداء الطالب في كل من امتحاني اللغة العربية واللغة الانكليزية، يمكن اعفاؤه من دراسة مادتي اللغة العربية واللغة الانكليزية. اما اذا كان مستواه متدنياً فيعطى برنامجاً خاصاً لرفع مستواه باللغة الانكليزية.
ــ اولاً: بكالوريوس في ادارة الاعمال في احد الاختصاصات التالية: ادارة الاعمال، ادارة الاعمال/ انظمة، ادارة الاعمال/ اقتصاد، ادارة الاعمال/ تسويق، ادارة الاعمال/ محاسبة. ثانياً: بكالوريوس في تقنيات المعلومات والحوسبة في أحد الاختصاصات التالية: تقنية المعلومات والحوسبة، تقنية المعلومات والحوسبة/ الحوسبة، تقنية المعلومات والحوسبة/ الاتصالات، تقنية المعلومات والحوسبة/ ادارة الاعمال. ثالثاً: بكالوريوس في اللغة الانكليزية وآدابها: لدى حصول الطالب في الاختصاصات التي ذكرتها على درجة البكالوريوس من الجامعة العربية المفتوحة، وطبقاً للاتفاق المعقود بين الجامعة العربية المفتوحة والجامعة البريطانية المفتوحة، يحصل الطالب ايضاً على درجة بكالوريوس في التخصص نفسه من الجامعة البريطانية مع تعيين للدرجات التي حققها بحسب معدلاته علماً ان الدراسة في الاختصاصات الثلاثة هي باللغة الانكليزية. ولقد حصلت الجامعة على الاعتماد من المؤسسة البريطانية. والاعتماد يمنح شهادة للجامعة تنص على ان مستوى التعليم في الجامعة العربية المفتوحة هو جودة التعليم نفسه في الجامعات البريطانية، وعليه يستطيع الطالب متابعة دراسته العليا في اي من جامعات بريطانيا من دون الحاجة الى معادلة. رابعاً: بكالوريوس التربية للتعليم الابتدائي: اما في تخصص التربية فتمنح الشهادة من الجامعة العربية المفتوحة فقط، كما ان الدراسة في التخصص المذكور هي باللغة العربية، والشهادات التي تمنحها الجامعة معترف بها وذلك استناداً الى
الاتفاقيات الخاصة التي وقعتها الجامعة مع وزارات التعليم العالي في لبنان وبلدان الفروع.
- وما هو عدد طلاب واساتذة الجامعة العربية المفتوحة؟ وبماذا تتميز هذه الجامعة ؟
ــ يبلغ عدد طلاب الجامعة العربية المفتوحة 3500 طالب وطالبة، ونظراً لموقع الجامعة في منطقة الحرش في بيروت فهي تستقطب الطلاب من مختلف المناطق اللبنانية، كما لدى الجامعة فرع في انطلياس وتضم كل الاختصاصات ايضاً، ونسعى لتأسيس فرع للجامعة في طرابلس، والهدف من فتح فروع في مناطق متعددة هو افساح المجال لجميع الطلاب في كل المناطق اللبنانية ليلتحقوا بها للدراسة والتخصص. ويبلغ عدد الاساتذة حوالى 200 استاذ وأستاذة وهم خريجو اهم الجامعات في اوروبا وأميركا. تتميز الجامعة العربية المفتوحة بأنها اول من بدأت بالشراكة مع الجامعة البريطانية المفتوحة وتتمتع بمستوى الجودة المطلوب عالمياً ولهذا نالت الجامعة الاعتماد البريطاني في العام 2003 لان برامجنا وانظمتنا تتماشى مع مستوى الجامعات العالمية. كما لدى الجامعة دائرة ضمان الجودة حيث ينال الطالب شهادتين: واحدة من الجامعة العربية المفتوحة والثانية من جامعة بريطانية. فالطالب الذي يدرس بحسب البرنامج البريطاني في جامعتنا كأنه يدرس في بريطانيا، ولهذا يُفسح له المجال للعمل في بريطانيا بعد نيله الشهادة لان اسمه مسجل في سجل الطلبة العام في بريطانيا. ولهذا تهتم الجامعة العربية المفتوحة بضمان جودة التعليم لان هدف الجامعة ليس ربحياً بل تنموي، كما ان الاقساط مدروسة جداً فالطالب لا يدفع اكثر من 1800 دولار في السنة الواحدة اي يدفع ما بين 50 و 60 دولار عن كل مادة Credit.
- وهل تقدم الجامعة المنح الدراسية للطلاب؟ وماذا عن قسم التوظيف؟
ــ هناك منح للطلاب الذين لا تسمح امكانياتهم المادية بدفع الاقساط الجامعية، اذ لدينا اتفاق مع وزارة الشؤون الاجتماعية التي اعدت دراسة عن اكثر الطلاب احتياجاً للمنح الدراسية بسبب اوضاعهم المادية الصعبة. وبالنسبة لتوظيف طلابنا فاليوم لدينا طلاب دخلوا الى سوق العمل في لبنان، وهناك طلاب يعملون في اهم شركات الدول العربية وحتى في اوروبا، فعلى سبيل المثال احد طلابنا يعمل كمسؤول في احدى شركات الكمبيوتر في لندن. ونحن نتابع طلابنا وهذا جزء من الجودة، ونعمل على تسهيل دخول طلابنا الى سوق العمل. ففي السنة الثالثة يتدرب طلابنا في الشركات، واليوم هناك 300 طالب وطالبة يتدربون في الشركات في لبنان، كما ان الشركات تطلب من جامعتنا ارسال طلاب للتدرب عندها، كما للجامعة موقع الكتروني يساعد الطلاب للاطلاع على كل شيء جديد بما يتعلق بالتدريب والعمل في الشركات الى ما هنالك. كما تقيم الجامعة معرضاً كل سنة اذ يشارك فيه ما لا يقل عن 60 شركة.
- وهل وسائل التكنولوجيا متوافرة للطلاب في الجامعة؟
ــ لدى الجامعة: مختبرات الحاسوب: اذ توفر الجامعة العربية المفتوحة مجموعة من المختبرات المجهزة بالحواسب المتطورة وملحقاتها والافادة منها فيما يأتي: الاستفادة منها في مراجعة محتوى المقررات الدراسية، الاستفادة من الشبكة العالمية لـ<الانترنت> في ما يتعلق بالمقررات الدراسية، الاستفادة منها في الاتصال بالمشرف الاكاديمي ومحاورته في المقرر الدراسي، الاستفادة منها في الاتصال المباشر والتشاور مع زملائه الطلبة، الاستفادة منها في البرنامج الدراسي للسنة الاولى وخصوصاً في المواد التطبيقية.
وأضاف:
- ثانياً: مراكز الوسائط التعليمية اذ تشكل اليوم عنصراً اساسياً وحيوياً من عناصر اي نظام تعليمي او تربوي... من هنا كان لزاماً على الجامعة العربية المفتوحة ان توفر لطلابها وللاساتذة ايضاً المصادر والموارد والمواد التي يحتاجونها اثناء دراستهم بطريقة ميسورة ومحكمة. وتشتمل هذه المراكز على الوسائط التعليمية الآتية: عينات من الكتب والمواد التعليمية، المصادر والمراجع الاساسية ذات الصلة المباشرة بمقررات الجامعة، الافلام وأشرطة <الفيديو> التعليمية والعلمية، الاشرطة الصوتية المعدة خصيصاً لخدمة الطلبة، البرمجيات الحاسبية من اقراص مرنة واسطوانات مبرمجة، الاجهزة والادوات التي تيسر على الطالب والباحث الافادة من المصادر التعليمية في المركز. ويشرف على هذه المراكز مختصون اكفاء مستعدون لتقديم العون والارشاد لكل طالب وطالبة في الجامعة.
المهندس فضل الله والطلاب الطاعنون في السن
اما على صعيد التدريس في الجامعة العربية المفتوحة، فيشرح لنا الدكتور المهندس احمد فضل الله منسق البرنامج في كلية المعلومات والحوسبة (لقد درس هندسة الاتصالات وهو حائز شهادة الماجستير في شبكات الاتصالات والدكتوراه من فرنسا، ودرّس في فرنسا في جامعات CNAM، اذ درّس في جامعات فرنسية عديدة ومنها <باريس 6> وباريس 13>) ويقول:
- عندما عدت الى لبنان في العام 2008، كان الطلاب الذين ادرسهم يعملون ايضاَ في الشركات وهذا جزء من رسالة الجامعة العربية المفتوحة ان نوصل العلم للذين لا يريدون ان يحصلوا عليه بشكل تقليدي. فالطالب الذي يعمل ليس لديه الوقت الكافي لكي يتفرغ لنظام الجامعة من حيث الحضور وأخذ الدروس. وفلسفة الجامعة العربية المفتوحة لا تميز بين طالب وآخر من حيث السن، فمثلاً في فرنسا لا يتم قبول الاشخاص المتقدمين في السن لدراسة بعض الاختصاصات خصوصاً الدراسات العليا، ولكن نظام الجامعة العربية المفتوحة يستقبل الطلاب من مختلف الاعمار وبدوام يتناسب مع دراستهم وعملهم... فالطالب يحضر بشكل الزامي لكي يحصل على الشهادة وليعمل في آن معاً. والقيمة المضافة هي ان الطالب يحظى بالدعم الذي يُقدم له اذ يحضر الصفوف وهذا جزء اساسي من التعلم، ولكن هذا كجزء مكمل من خلال ساعات التطبيق والمواد الاضافية بواسطة النظام الالكتروني الذي يستخدمه. اي الطالب يحصل على التعليم والتطبيق على حد سواء، فلكل طالب مرشد اكاديمي يتابعه، ومنسق المادة يتابعه من خلال نتائجه في الفصل. وهناك تنسيق بين منسق المادة والمرشد الاكاديمي وهو على مستوى عالٍ لكي يتم التحصيل العلمي على اكمل وجه. فإذا تراجعت علامات الطالب، ينصح المرشد الاكاديمي بتخفيف المواد او اعادة تقييم المرحلة السابقة والمواد التي يجب ان تحسن في الفصل المقبل... لقد بدأت التدريس في الجامعة العربية المفتوحة في ايلول (سبتمبر) 2008 اذ ادرس مادة شبكات الاتصال وتأمين الشبكات، فنحن لدينا ضمن مجال المعلوماتية اربعة اختصاصات: الحوسبة، البرمجة، تقنيات الاتصال، وبرمجة ادارة الاعمال. وما يميز هذه الجامعة انه من خلال تجربتنا في مجال التدريس هناك تصور دائم للبرامج، فكل اربع سنوات، يُصار الى اعادة النظر بالبرامج. وهناك دراسة للمناهج التي نعتمدها اذا حصل تطور ومن خلال الاعتماد نحسن برامجنا لنواكب التطور خصوصاً بما يتعلق بالمعلوماتية والشبكات، ولهذا نهيئ الطالب ليدخل الى سوق العمل بشكل جيد.
وبالسؤال عما اذا كان هناك حاجة لخريجين في مجال المعلوماتية والاتصالات في لبنان يقول:
- ان سوق العمل في لبنان متغير وخصوصاً في مجالات التقنية، فلا شك ان هناك منافسة وصعوبة، لان هناك عدداً كبيراً من الجامعات يتخرج منها طلاب متخصصون في مجال التقنيات، ولا اقدر ان اقارن حاجة سوق العمل، ولكن ما يميز الطالب في الجامعة العربية المفتوحة انه يكون مهيئاً لسوق العمل من الناحية النظرية والتطبيقية. ولكي نهيئ الطالب نفسح له المجال ليطبق ما يتعلمه في مجال الاتصالات لكي لا يجد نفسه غريباً عن عالم الاتصالات عندما يتخرج وينطلق الى سوق العمل... ولا شك ان الطالب الذي يكمل دراساته العليا يسهل عليه العمل في الشركات العالمية سواء في لبنان او خارجه. كما ان وضع البلد غير المتوازن يؤثر سلباً على الشباب الجامعي، ولكن بالرغم من ذلك ولاننا نعيش في عصر المعلوماتية
والاتصالات، فكلما نشأت شركات او مؤسسات وغيرها، فلا بد لها ان تطلب خريجين وخريجات في مجال المعلوماتية والاتصالات، وبالتالي فإن فرصة الحصول على العمل في هذه المجالات متاحة لهؤلاء الخريجين اكثر من غيرهم.
ولان التطبيق والتدريب من اهم العناصر التي يجب ان تتوافر عند الطلاب للدخول الى سوق العمل خصوصاً في المجالات والاختصاصات التي ذكرناها فإننا نرى غالبية طلاب الجامعة العربية المفتوحة يتدربون ويعملون اثناء دراستهم الجامعية نظراً للخبرة التي يكتسبونها وهم لا يزالون على مقاعد الدراسة، مما يسهل عليهم ايجاد فرص عمل تتناسب مع اهدافهم وطموحاتهم.
الطلاب يشرحون
فها هو الطالب حسام حوحو (من برجا) يدرس ادارة الاعمال نظراً لاحتياجات سوق العمل لهذا الاختصاص وعن ذلك يقول:
- لقد درست اولاً في جامعة بيروت العربية ثم انتقلت الى الجامعة العربية المفتوحة، لان نظام الجامعة هنا يسمح للطالب بالعمل والدراسة في آن واحد. وأنا اخترت إدارة الاعمال لانها تلبي احتياجات سوق العمل بشكل كبير، لديّ اختان واحدة درست المحاسبة، والثانية درست ادارة الفنادق، وبالتالي فإن هذه الاختصاصات هي الاكثر اقبالاً من قبل الشباب اللبناني. كما انني اعمل لكي اتمكن من دفع الاقساط الجامعية، علماً انها مدروسة جداً ولكن اريد ان اتكفل بمصاريف الجامعة، وهذا لا يساعدني مادياً فحسب بل اكتسب الخبرة ايضاً، وهذا سيخولني لأن احصل على عمل جيد في مجال تخصصي. واليوم هناك طلاب لا يجدون عملاً بالرغم من انهم حائزون شهادة الماجستير وذلك لانهم لم يتدربوا اثناء الدراسة، اذ ان الشركات تفضل ان توظف لديها اشخاصاً سبق ان تدربوا في الشركات اثناء دراستهم بدل من توظيف متخرج من الجامعة لم يتدرب من قبل، وبالتالي سيجد صعوبة لايجاد العمل المناسب له. وطبعاً ان الحصول على شهادتين في آن واحد امر جيد ويفسح لنا المجال لايجاد عمل في شركات عالمية ايضاً. أشعر بالمسؤولية اكثر عندما اعمل وأدرس في الوقت نفسه وهذا ما يميز الدراسة في الجامعة العربية المفتوحة. كما ان الاقساط مدروسة جداً، اتمكن من دفعها لوحدي وهذا يزيدني استقلالية، فالعمل اثناء الدراسة لا يساعدنا على تأمين المصاريف، بل تكوين شخصيتنا بكل ما للكلمة من معنى. لا افكر بالسفر الى الخارج لانني مؤمن بأنني سانجح في بلدي وسأجد فرصتي على الصعيد المهني والاجتماعي.
الطالبة رحيل قيس (من بعلبك) تدرس تكنولوجيا المعلومات Information Technology لأن الاختصاصات المتعلقة بالكمبيوتر هي الاكثر احتياجاً في سوق العمل، وعن سبب اختيارها تشرح:
- لقد اخترت الدراسة في هذه الجامعة لان الطالب يقدر ان يعمل ويدرس في الوقت نفسه، نظراً للمنهج والنظام المفتوح في الجامعة. اعمل ايضاً لكي اتكفل بمصاريف الدراسة، ولكن ليس هذا فحسب بل العمل يساعدني اكثر لتطبيق ما اتعلمه في مجال تخصصي. كما ان الاساتذة يساعدوننا كثيراً لتطبيق ما نتعلمه في الصفوف. كذلك ان أصحاب الشركات في يومنا هذا يفضلون توظيف جامعيين سبق ان تدربوا في الشركات الى جانب نيلهم الشهادات الجامعية، اذ لا تقبل الشركات ان توظف جامعياً حاملاً شهادة جامعية فحسب دون ان يكون قد تدرب اثناء الدراسة، وهذا ما يميز الدراسة في الجامعة العربية المفتوحة اذ نتعلم ونتدرب بشكل جيد طوال فترة الدراسة. كما ان الجامعة تتيح لنا الفرصة لمزاولة انشطة ثقافية وفنية ورياضية ايضاً اذ لم يسبق لي ان دخلت مسرحاً، ولكن بفضل الجامعة استطعت ان اشارك في مسرح الجامعة واكتشفت انني أغنيه بموهبة ايضاً الى جانب اهتمامي بتخصصي. وسأكمل دراستي للحصول على شهادة الماجستير ايضاً سواء في لبنان او الخارج، ولكن لا افكر بالسفر الى الخارج، بل اريد ان اعمل وانجح في لبنان حيث يحتاجنا بلدنا كشباب وصبايا جامعيين ومتعلمين، لنعمل سوياً للنهوض به من جميع النواحي.