دولة جنوب افريقيا التي كان زعيمها الراحل <نلسون مانديلا> استضافت في نهاية الأسبوع الماضي قمة الاتحاد الافريقي في العاصمة بريتوريا، وكان من بين كبار الضيوف الرئيس السوداني الفريق عمر البشير وعقيلته وداد، وقد عاد الى العاصمة السودانية الخرطوم مستبقاً بذلك مذكرة توقيف كانت ستصدر بحقه من المحكمة الجنائية في <لاهاي>، وقال <وليام شاباس> أستاذ القانون في جامعة <ميدل سيكس> انه كان واضحاً منذ البداية ان حكومة جنوب افريقيا تعهدت للبشير بأنها لن تعتقله، حتى لو طلبت منها المحكمة الدولية ذلك، وفي هذا انتكاسة للمحكمة.
وتتهم المحكمة الجنائية الدولية عمر البشير منذ العام 2008 بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وإبادة جماعية خلال الصراع في اقليم دارفور. وتقول الأمم المتحدة ان نحو ثلاثمئة ألف شخص قتلوا في السودان وان أكثر من مليوني شخص فروا من منازلهم خلال القتال الذي بدأ في عام 2003.
وقال وزير الخارجية السوداني ابراهيم غندور بعد وقت قصير من عودة البشير الى الخرطوم: <كان من الممكن أن تكون المشاركة السودانية في قمة الاتحاد الافريقي طبيعية وبلا ضوضاء، لكن أعداء افريقيا وأعداء السودان أبوا إلا أن يجعلوا منها دراما لحجب الأخ الرئيس من المشاركات المهمة>.
وكان مقرراً أن تصدر محكمة بريتوريا العليا قراراً بوجوب تسليم البشير لمحكمة الجنايات الدولية التي تتهمه بارتكاب جرائم حرب، أو عدم تسليمه، وأرجأت جلسة الاستماع التي كانت ستقرر أمر القبض على البشير.