في أسبوع واحد استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ثلاثة قادة خليجيين للتباحث في مجريات المنطقة، ولاسيما اليمن التي قام الحوثيون بقلب نظامها، وكذلك موجة الإرهاب التي تهز أركان المنطقة، وكان أخيرها إلباس داعش الثوب البرتقالي لواحد وعشرين مصرياً قبطياً، وإعدامهم مرة واحدة في بلدة <درنة> الليبية. الضيف الأول كان أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وأجريت للضيف الكويتي الكبير مراسم استقبال رسمية في مطار الملك خالد بن عبد العزيز، عزف خلالها السلامان الوطنيان للسعودية والكويت، ثم استعرض أمير الكويت حرس الشرف وصافح مستقبليه والى جانبه الملك سلمان بن عبد العزيز، وكان في مقدمتهم الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين والأمير منصور بن متعب بن عبد العزيز ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزير الحرس الوطني، والأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة وأول رائد فضاء عربي (عام 1986)، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع رئيس الديوان الملكي المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين. وتألف الوفد الأميري الكويتي من الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والشيخ محمد خالد الحمد الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وأنس خالد الصالح وزير المالية، والدكتور علي صالح العمير وزير النفط وزير الدولة لشؤون مجلس الأمة، وأحمد فهد الفهد مدير مكتب أمير دولة الكويت، والشيخ خالد عبد الله الصباح رئيس المراسيم والتشريفات الأميرية، وخالد جار الله وكيل وزارة الخارجية، ويوسف حمد الرومي رئيس الشؤون الإعلامية والثقافية في الديوان الأميري، والشيخ تامر جابر الصباح سفير دولة الكويت لدى السعودية. وقبل بدء جولة المباحثات الرسمية أقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز داخل قصره في الرياض مأدبة غداء تكريمية لأخيه أمير دولة الكويت الشقيقة. ووصف الشيخ محمد عبد الله المبارك الصباح وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي لقاء الملك سلمان بن عبد العزيز والشيخ صباح الأحمد بأنه لقاء حكماء الخليج. وقال إن الحوار الذي جرى بين الملك السعودي وأمير الكويت أكد عمق العلاقات التاريخية ومتانة الروابط الاجتماعية بين شعبي الدولتين، مشيراً الى أن دول الخليج مجتمعة تشكل مطمعاً لأصحاب النفوس الرخيصة، ولذلك ينبغي العمل على تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي والاقتصادي الى جانب التنسيق الديبلوماسي من أجل إحباط غايات الأعداء وإعادة كيدهم الى نحورهم.
مع الشيخ محمد بن زايد
وكان الضيف الثاني للملك سلمان بن عبد العزيز في الأسبوع الواحد هو ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد. وتناولت المباحثات التي عقدت داخل قصر الملك في الرياض مستجدات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية، بحضور الأمير مقرن بن عبد العزيز ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء، والأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع رئيس الديوان الملكي المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين. وحضر المباحثات من الجانب الإماراتي الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم ولي عهد إمارة دبي، والشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، والشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية. وترتبط المملكة السعودية ودولة الإمارات بعلاقات تاريخية متقادمة العهد تعززها روابط الدم والإرث والمصير المشترك، وتستند الى أسس راسخة من الأخوة والرؤى والمواقف والتوجهات المنسقة تجاه قضايا المنطقة والعالم أجمع. وتعتبر العلاقة التجارية والاقتصادية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية الأكبر بين مثيلاتها في دول مجلس التعاون الخليجي، كما تعد الإمارات واحداً من أهم الشركاء التجاريين للسعودية على صعيد المنطقة العربية بشكل عام ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل خاص. وتأتي دولة الإمارات في مرتبة متقدمة ضمن قائمة الدول العشر الأولى التي تستورد منها السعودية، كما تلعب الاستثمارات المشتركة بين الإمارات والسعودية دوراً حيوياً في هذا الجانب، كما يعمل في دولة الإمارات حالياً نحو 23,66 شركة سعودية مسجلة لدى وزارة الاقتصاد، و66 كالة تجارية، ويبلغ عدد المشاريع السعودية في الإمارات 206 مشاريع، بينما يصل عدد المشاريع الإماراتية المشتركة في السعودية الى 114 مشروعاً صناعياً وخدمياً برأس مال 15 مليار ريال. وفي هذا الصدد يعتبر إطلاق مدينة الملك عبد الله الاقتصادية بتكلفة تتجاوز المئة مليون ريال نقلة مهمة في العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وتم تشكيل تجمع إماراتي - سعودي بقيادة شركة <اعمار> الإماراتية وبالتحالف مع شركات سعودية لتنفيذ المشروع على ساحل البحر الأحمر.
مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد
ثالث القادة الخليجيين الذين حلوا ضيوفاً على خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز هو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وكانت هناك محادثات من الأهمية بمكان بين الطرفين استعرضا فيها العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، إضافة الى سبل دعم العلاقات بين البلدين في شتى المجالات، كما تناول الجانبان مستجدات الأوضاع على الساحات الإقليمية والعربية والدولية. وأقام الملك سلمان لضيفه القطري والوفد المرافق مأدبة غداء جامعة. وفي هذه المناسبة أكد وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية أن الخلاف بين الدوحة والقاهرة غير موجود حتى يستدعي رأب الصدع، وان دولة قطر تتمنى دوام العافية والخير لمصر وشعبها. ووصف الوزير العطية العلاقة بين بلاده والسعودية بأنها تاريخيــــة ومتينــــة ولهـــــا إمتــــــداد قديم، مشـــــدداً على ضــــرورة العمــــل الجمـــــاعي الخليجـــــــي لمواجهــــــة الاضطرابات التي تشهدها المنطقة وتنامي الجماعــــات الإرهابية، قائلاً: <من خـــــلال هذا العمل علينا تخطي الصعاب>. وعــــن أحــــــــداث اليمــــــن قــــــــال الوزيــــــــــر العطيــــــــة: <لا يمكن لــــدول الخليــــــج الإعــــلان عن الإجراءات التي سوف تتخذهــــــا لحماية مصالحها في اليمن بعد سيطرة الحوثيين على السلطة، لكنها ستتخذ بشكل جماعي ما من شأنه حماية المصلحة الخليجية تحت مظلة قرارات الأمم المتحدة>. ولفــــت الوزير العطية الى أن دول الخليج كافحت الإرهــــاب قبــــل نشـــــوء التحــــــالف الدولي ضد الإرهاب وأن انضمامهــــــا الى هـــذا التحالف هو تأكيد لدورها الدائـــــم والرائــــد في هذا الملف، وهي مصممة على مكافحة الإرهاب.