تفاصيل الخبر

اعلان وقف إطلاق النار في السودان واستمرار عمليات إجلاء الرعايا الأجانب

26/04/2023
اعلان وقف إطلاق النار في السودان واستمرار عمليات إجلاء الرعايا الأجانب

قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان

 

بدأ وقف إطلاق النار في السودان عملياً يوم الاثنين الماضي مع التزام الجيش وقوات الدعم السريع به بشكل نسبي  بعد عشرة أيام من معارك دامية فشلت معها كل محاولات التهدئة، بالتزامن مع استمرار إجلاء الرعايا الأجانب.

 وكان وزير الخارجية الأميركي" أنتوني بلينكن" قد اعلن  موافقة الطرفين على وقف النار ثلاثة أيام. وأوضح أن ذلك أتى عقب  مفاوضات مكثفة على مدار الساعات الثماني والأربعين الماضية ، وأن وقف النار يبدأ ليل الاثنين ويستمر لمدة 72 ساعة.

 وتعهد الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان باحترام الهدنة بشرط  التزام   قوات الدعم  فيما  واقفت الأخيرة بقيادة محمد دقلو المعروف بـ"حميدتي"  على الهدنة ، ورأت فيها فرصة  لفتح ممرات إنسانية وتسهيل تنقل المدنيين، لكن بقي الاختبار الميداني هو المحكّ، بعدما سبق للجانبين إعلان أكثر من هدنة منذ اندلاع المعارك في 15  الجاري ما لبث كل طرف أن اتّهم الآخر بخرقها، حيث اتهمت قوات الدعم  الجيش بتحليق الطيران الحربي فوق الخرطوم يوك الثلاثاء الماضي إلا أن أصوات الانفجارات والرصاص في العاصمة تراجعت بشكل ملحوظ مقارنة بالسابق.

وفي انعكاس لتراجع الاستقرار الأمني، حذّر ممثل منظمة الصحة العالمية، نعمة سعيد عابد، من وجود  خطر بيولوجي مرتفع جداً  بعد سيطرة أحد طرفي القتال على مختبر يضم عينات مسببة لأمراض الحصبة والكوليرا وشلل الأطفال. وأشارت المنظمة إلى أن المعارك أدت إلى مقتل 459 شخصاً وإصابة 4072 بجروح، موضحة أن هذه الحصيلة مستقاة من وزارة الصحة السودانية، ولم تتمكن المنظمة الأممية من التحقق منها.

وسجلت المعارك والانفجارات تراجعاً نسبياً اعتباراً من يوم  السبت الماضي ، في حين شرعت دول غربية وعربية في عمليات إجلاء للدبلوماسيين والرعايا، على رغم أنها لم تتوقف بالكامل في الخرطوم وغيرها. وبدأت السعودية  إجلاء أشخاص بعد نقلهم براً إلى مدينة بورتسودان (شرق)، ومنها بحراً عبر البحر الأحمر إلى مدينة جدة. ووصل ليلاً عشرات المدنيين إلى المدينة الساحلية وقد بدا عليهم الإنهاك.

وتسبب النزاع بنقص حاد في الغذاء والمياه والوقود، وانقطاع في التيار الكهربائي وتراجع حاد في القدرة على توفير الخدمات الصحية، ودفع مئات الآلاف إلى البحث عن سبل للرحيل. وفي حين قامت الدول بنقل الرعايا الأجانب جواً أو بحراً، تخشى الأمم المتحدة من فرار ما يصل إلى 270 ألف شخص براً إلى تشاد وجنوب السودان.

وقالت ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تشاد، "لاورا لو كاسترو"، إن 20 ألف لاجئ وصلوا إلى هذا البلد، ويتوقّع أن يتبعهم 100 ألف آخرين  في أسوأ الحالات . أما في جنوب السودان، فترجّح التقديرات الأممية دخول ما يصل إلى 170 ألف شخص، بينهم 125 ألفاً من جنوب السودانيين الذين سبق لهم اللجوء إلى الشمال.

قائد قوات الدعم السريع  محمد دقلو